رحلة اكتشاف معبد الكرنك تجربة في عمق التاريخ المصري

رحلة اكتشاف معبد الكرنك تجربة في عمق التاريخ المصري

عندما نتحدث عن الآثار المصرية القديمة لا يمكن للإنسان عدم الإحساس بالفخر والاعتزاز بتلك الحضارة العظيمة لكن هل يقتصر الأمر على الإعجاب فقط أم هو يفتح أبواب الرغبة في استكشاف أعماق علم الآثار المصرية ؟

الحضارة المصرية القديمة لم تترك لنا إرثًا ثقافيًا فقط بل خلفت لنا تحفًا هندسية رائعة في بناء الأهرامات والمعابد المتنوعة فضلاً عن المقابر الفريدة التي اختلف تصميمها حسب الموقع والغرض الديني الذي استدعى بناؤها.

لنخوض رحلة استكشاف إلى واحدة من أبرز الآثار الفرعونية في مصر والعالم معبد الكرنك الذي يُعد من أعظم المعابد في تاريخ مصر القديم.

بدأ بناء معبد الكرنك في عصر الدولة الوسطى وامتد حتى عصر الإغريق مما يعني أن مدة بنائه استغرقت حوالي ألفي عام وقد كرس المعبد لعبادة الإله أمون رع وكان من الضروري أن يقوم ملوك مصر ببناء وتخصيص بعض الهياكل لهذا الإله الذي يشكل جزءًا من الثالوث المقدس إلى جانب وزوجته موت وابنهما خونسو.

لدى دخولنا المعبد نواجه صفوفًا من التماثيل التي تمثل الأسود مع رؤوس الكباش( رمز الإله أمون رع) نُحِطُّ بالرهبة والإعجاب بمدخل المعبد ونرى نقوشًا تحمل اسم الملك رمسيس الثاني و الملك” بانجم” من الأسرة الحادية والعشرون.

نتجه نحو الصحن الأول للمعبد حيث نجد عمودًا كبيرًا شيده الملك” طهرقا” ثم نتابع رحلتنا إلى الصحن الكبير المفتوح الذي يحتوي على صفوف من الأعمدة و تماثيل الكباش ويُعد هذا الفناء جزءًا من احتفالات عيد الأوبت.

لنكتشف معًا سحر صالة الأعمدة والتي تتألف من 134 عمودًا توزعت في مساحة تقدر بحوالي 5000 متر مربع تُظهِر الأعمدة الأسطوانية دقة وفنًا فائقين مع تفاصيل مبهرة لملك مصر ومشاهد من الاحتفالات الدينية.

هنا تنعم الرؤية بتفاصيل مثل معركة قادش ويبدو أن الملك سيتى الثاني استمتع بترتيب الأعمدة وتخصيصها لتعكس الحياة والتقاليد المصرية.

اكتشاف مذهل لمعبد الأقصر رحلة عبر الزمن والتاريخ

ترسم معابد مصر القديمة لوحة فنية من الألوان وتضاف إليها تفاصيل حكايات تمتد عبر العصور ومن بين هذه المعابد يبرز معبد الأقصر بأمجاده الفريدة والتي تروي قصة حضارة فرعونية امتدت لآلاف السنين.

المعبد يتكون من جزئين الجزء القديم والجزء الحديث حيث أُضيفت معمارية فاتنة وساحات أثرية متلألئة ويتميز بمحور رأسي يمتد على طول نهر النيل يتقاطع مع محور رئيسي وآخر موازي له وتتدفق قناة من نهر النيل نحو المرفأ يصل إليها من خلال منحدرين ويتضح وجود خزانين على كل جانب وأمام القناة.

من المرفأ إلى الفناء الأول يمتد” طريق الكباش” الذي يتميز بجسم أسد ورأس كبش ويُطلق عليه أيضًا” طريق أبو الهول” وفي أعلى الجزء يظهر أربع فجوات تتقاطع فيها صواري من خشب الأرز مغطى بالنحاس لتثبيت ساريات الأعلام في الأيام الاحتفالية والفناء الأول الذي لم يتم الانتهاء من بنائه بعد لا يحتوي على نقوش.

في الجهة الخلفية للفناء الأول تأتي الفخامة في شكل فناء القصر فهو مقنطر في جميع الجهات وملىء بالعديد من الأبنية التي تعود إلى العصور القديمة ويضم عمودين وتسعة عشر عمودًا على شكل برعم البريدي المغلق في الشمال وفي الجنوب يوجد تسعة أعمدة متساوية مأخوذة من معبد رمسيس الثالث.

على جانب الفناء الأول يبرز معبد سيزوستريس الأول بثلاث غرف مستقلة معبد يُظهر فخامة الهندسة المعمارية والفنون في عهد الفراعنة.

ومع تجولك خلف الصرح الأول تكتشف الفناء الواسع للقصر فناء ممزق في جميع الاتجاهات ويضم العديد من البنايات المختلفة التي تعود إلى الفترات المختلفة من التاريخ المصري ويزدان الشمال بثمانية عشر عمودًا بتيجان على شكل برعم البردي وفي الجانب الجنوبي تتواجد تسعة أعمدة متساوية مأخوذة من معبد رمسيس الثالث.

أنشأ رمسيس الثالث معبدًا بسيطًا ولكنه أكبر ويتجه طريق الكباش نحوه ماراً بصرح المدخل والفناء الذي يتميز بعمودين و دعامتين وفي المنتصف تظهر معبد الطهارة ويتبعه الصرح الرابع والذي يُعتبر صغيرًا بعض الشيء حيث توجد تماثيل ضخمة للفرعون رمسيس الثاني.

وعلى جانب الصرح الأول يبرز معبد سيزوستريس الأول بثلاث غرف مستقلة وفي المزيد من التفاصيل المدهشة تظهر الأفنية الخلفية والتي تُعتبر أكبر الأفنية المصرية وهي قصة مدهشة عن الإرث المصري.

في رحلتك داخل هذا العجائب ستكتشف أماكن مقدسة تماثيل ذهبية وقاعات مذهلة ولن تكتمل تجربتك إلا بزيارة دير السانكتا سانكتورم حيث يتواجد التمثال الذهبي لآمون وتبوء البحيرة المقدسة مكانًا مهمًا في هذا السياق الديني.

استمتع برحلة فريدة إلى معبد الأقصر حيث يتلاقى الفن والتاريخ بروعة لتحظى بتجربة لا تُنسى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *